مفهوم وكيفية شن (الجيل الرابع من الحرب اللا متماثلة) كما شرحها المفكر الأمريكي (ماكس مانوارينج).. التي مورست على الحكومة المصرية المنتخبة وباقي الدول في الطريق خصوصاً الخليج لأهداف معتبرة ليس هذا موضع بيانها.. لكن أهمها توظيف الأحداث لإعادة رسم خارطة المنطقة، وتمكين الأقليات كما جرى في العراق، حيث إن مسلسل التدخل العسكري المباشر تتغير ملامحه مؤقتاً، نظراً لكلفته الباهظة وثمنه القومي..
1. الغرض من هذه الحرب الغير متماثلة (إكراه الخصم على قبول إرادة عدوه)، تأملوا في المشهد السوري والمصري مؤخراً.
2. تجارب الحروب خلال العشرين عاماً الماضية أثبتت أن الحروب التقليدية ستندثر أو في طريقها للاندثار، وما أصبح اليوم مناسباً هو الجيل الرابع من الحروب الغير متماثلة، حيث إن الثمن الذي دفعه الغرب الصليبي في العراق وأفغانستان أربك حساباتهم العسكرية وأرهق جيوشهم.
3. الهدف من هذه الحرب ليس تحطيم مؤسسة عسكرية أو القضاء على قدرة أمة على شن مواجهة عسكرية خارج حدودها؛ لكن الهدف إصابة الدولة المستهدفة بالإنهاك والتآكل ببطء لكن (بثبات).
4. الغاية المرجوة من وراء ذلك الإنهاك هي اكتساب النفوذ، وبعد اكتسابه يكون المطلوب إرغام العدو على تنفيذ إرادتنا.
5. قد يكون هذا النوع دموياً يستخدم أسلوب (الصدمة والترويع) مثل ما حدث في ضرب بغداد، وقد لا يكون دموياً، لكنه في النهاية عملية إكراه، سواء بطرق خشنة أو ناعمة.
6. القاسم المشترك من وراء هذا النوع من الحرب هو (زعزعة الاستقرار)، وهذا لا يحتاج إلى إرسال قوات نظامية عبر الحدود في أغلب الأحيان.
7. لأن المشكلة التي تتصدى لها هذه الحرب متعددة الجنسيات، فيجب أن تكون الحلول متعددة الجنسيات أيضاً.
8. الأنسب أن تكون القدرات العقلية الذكية السلاح الرئيس في هذه الحرب، وليست قدرة أو قوة النيران، فلم يسقط حائط برلين بالدبابات أو الطائرات، وإنما بزعزعة الاستقرار الذي يأخذ صوراً متعددة.
9. الأفضل أن يقوم بتلك الحروب مواطنون من نفس الدولة. (العراق، سوريا، مصر).
10. لأن الهدف إكراه العدو على القبول بإرادتنا، فالوسيلة هي خلق دولة فاشلة.
11. إذا توصلنا إلى أن جزءاً من الدولة المستهدفة أصبح غير خاضع لسلطتها، فإن سيادتها بهذا تصبح غير موجودة، وبهذا تكون فاشلة. (جنوب السودان، ومستقبلاً جنوب العراق، شرق السعودية، جنوب اليمن.. إلخ).
12. إذا استطعنا تخليق (دولة فاشلة) فإننا نستطيع أن نتدخل فيها، بل يمكننا أن نبسط سيطرتنا عليها حتى لا يختطفها غيرنا. (جنوب السودان انتزعته أمريكا من المارد الصيني الذي كان يحلم بمستقبله هناك).
13. خلاصة المراد من تلك الحرب يتلخص في كلمتين (الإكراه) و (الدولة الفاشلة).
14. إذا نفذت هذه الحرب بطريقة جيدة ولمدة كافية وببطء معقول، وباستخدام مواطني دولة العدو؛ فسوف يستيقظ عدونا ( ميتاً ).
وبما أن الولايات المتحدة نقلت قواعدها من السعودية إلى قواعد دول صديقة كما قال (رامسفيلد)، وأصبح النفط العراقي في متناول أمريكا وبرعاية الدولة الشيعية هناك، فإن العمل الآن يدور على مصر الكبيرة، ومنذ ثورة 25 يناير مروراً بالانتخابات التي زجت بالإسلاميين إلى الحكم وأجهزة المخابرات العالمية تحيك المؤامرات وتخلق أجواء فوضوية تنهش من كيان الدول المصرية حتى رأينا أحداث الانقلاب التي رعت مشاهدها وكالة الاستخبارات الأمريكية والموساد بالتواطؤ مع خونة العرب الذين خدعوا بـ فوبيا (الإخوان) كما خدعوا من قبل ولا زالوا بـ مفهوم (الإرهاب) لتنحية الجهاد من ضمير الأمة وهيهات لهم ذلك سواء قصدوا أم غرر بهم، اختراق النسيج المصري وتفتيته والدفع بالأقباط إلى المشهد السياسي وربما المناطقي على حساب الأكثرية السنية يأتي ضمن إطار تمكين الأقليات في العالم العربي الذي بشر به شارون قبل 40 سنة من الآن وهذا ما سيحدث في دبي المسكونة مروراً بشرق السعودية النفطية.. وللحديث بقية حول هذا السيناريو المرتقب. ولله الأمر من قبل ومن بعد. 

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق